السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وآله وصحبه وبعد
لبر الوالدين بعد مماتهما أوجه عديدة
أولها : كثرة الدعاء لهما والإستغفار قال تعالي ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) وفي الحديث الصحيح ( وولد صالح يدعو له ) وهذا هو أفضل البر وقد رجحه عموم العلماء علي الأعمال الصالحة الأخرى كالصدقة عنهما قالوا لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وولد صالح يدعو له ) ولم يقل يتصدق عنه أو يعتمر عنه
ثانيا : من وسع الله عليه في المال فليتصدق عن نفسه ويتصدق عن والديه فقد أذن صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذ أن يتصدق عن أمه وكذلك أذن للرجل الذي قال أن أمه نفسها أفتلت (ماتت فجأة ) وأنها لو أوصت لكانت تتصدق فأذن له في الصدقة عنها ولا شك أن ذلك يصل أجره إلي الوالدين لتقريره صلى الله عليه وسلم
ثالثا : الأعمال الصالحة الأخرى ، أولا: إن كانا عليهما دين للناس من مال أو دين لله تعالي كصوم نذر أدى ذلك عنهما
ثانيا إنفاذ وصيتهما إن أوصيغ بما فيه طاعة أو بأمر جائز، أما ما فيه معصية لله تعالي فلا ينفذ .
ثالثا :سائر الأعمال الصالحة من التطوعات التي أباحها العلماء إما لثبوتها بالنص الصحيح وإما لدخولها في عموم النصوص الصحيحة كالإعتمار عنهما ( العمرة )
رابعا: ثبت عند مسلم من حديث عبد الله ابن عمر انه أعطى حمارا كان يتروح عليه وعمامة كان يشد بها علي رأسه لإعرابي فقيل له أعطيت حمارك الذي تتروح عليه وعمامتك التي تشد بها علي رأسك فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولى (يموت ) وإن أباه كان صديقا لعمر
فمن كان له أبوين توفاهما الله فلينظر أقربائهما وصديقهما وكذلك من كانا يقدمان لهم برا من صدقات أو هدية فليصل أهل ودهما
وهناك أمور آخر علي التفصيل ويكفي ذلك
أسأله سبحانه أن يعيننا علي بر أبائنا وأمهاتنا أحياء وأمواتا آمين